- نظرة الأديان إلى الشذوذ الجنسي
أ- موقف اليهودية
اعتبر العهد القديم اللواط " شناعة" يجب ان يعاقب عليها بالموت . فقد ورد في التوراة : "لا تضاجع ذكرا مضاجعة امرأة، إنه رجس" ( اللاويين 18: 22) وكذلك ورد ايضا في السفر نفسه: "إذا اضطجع رجل مع ذكر اضطجاع امرأة فقد فعل كلاهما رجساً. انهما يُقتَلان. دمهما عليهما" ( اللاويين 13:20).
هذا في التوراة، اما بالنسبة لليهود المعاصرين، فتنقسم آراؤهم حيال المثلية الجنسية إلى موقفين: موقف اليهود المتشددين الذين لا يظهِرون تسامحاً أبداً تجاه الجنسيين المثليين، ويمنعون عليهم ممارسة المهن القيادية ويصرون على معاملتهم على أساس أنهم مرضى [14] .
ويقابل هذا موقف متساهل لليهود الربانييين والحركات المحافظة، الذين يدعمون مسألة المساواة المدنية للمماثلين للجنس، ويستنكرون العنف الموجه ضدهم. ويرفضون الرأي الديني المعارض لهم، ويطلبون من رجال الدين مباركة زواج الجنسيين المثليين [15] .
ب- موقف النصرانية
تدين النصرانية الشذوذ الجنسي، وتحذر من مغبة القيام بهذا الفعل. جاء في الانجيل : "لا تضلوا، لا زناة، ولا عبدة أوثان، ولا فاسقون، ولا مأبونون، ولا مضاجعو ذكور.... يرثون ملكوت الله" ( كورنثوس الأولى 10، 6:9) .
والجدير بالذكر ان الكنيسة المسيحية تتعرض لضغوطات من قبل الشاذين جنسيا من اجل تغيير مواقفها من الشواذ ، ومن هذه الضغوطات ما تعرضت له الكنيسة الكاثوليكية من اجل مباركة زواج اللواطيين والسماح بتغيير الجنس وغيره. ولكن الكنيسة لم تغير موقفها، واصدر الفاتيكان وثيقة تمنع الشاذين جنسياً من كل السيامات وحتى من الزواج[16]. إلا ان هذا الرفض لم يمنع الكنيسة من ابداء بعض اللين، ففرقت بين من له مجرد ميل تجاه الجنسية المثلية دون ممارستها، وبين من يمارس الجنسية المثلية فعلياً، فحرمت هذا الفعل على الأخير، وأظهرت التسامح على الأول .
والجدير بالذكر أن مما ساهم في تغيير الكنيسة لمواقفها ظهور آثار الشذوذ عند بعض الكهنة الذين اخذوا يبررون ميلهم الجنسي بقولهم: " إن البتولية موجهة بالذات إلى الكهنة المغايرين للجنس، وهي مطلوبة منهم فقط، وعليهم الحفاظ عليها حسب ما تسمح لهم قدرتهم على تحملها. أما الكهنة المماثلين للجنس فهم يفتخرون بهذا التوجه الجنسي [17] " .
اما الكنيسة الأرثوذكسية فقد حافظت على موقفها المدين لممارسة الشذوذ واعتبرته خطيئة وفعلا لا أخلاقيا، وهي تعتقد بأن واجب الكنيسة هو السعي إلى إصلاح الشاذ عن طريق شفائه روحياً وجسدياً وليس مباركة ممارساته أو وإيجاد القوانين لتشريعها[18] .
1- موقف الشريعة الإسلامية من اللواط
لم ترد لفظة لواط في القرآن الكريم بشكل مباشر ، إنما ورد ذكر حكم قوم لوط عليه السلام الذين اجتمعوا على ارتكاب هذه الفاحشة . وقد ورد أيضاً وصف لحالتهم وسؤ فعلتهم بقول الله عز وجل : ﴿ وَلُوطاً إِذ قَالَ لـِقَومِهِ أ تَأتُونَ الفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِن أَحَدٍ مِّنَ العَالَمِينَ * إِنَّكُم لِتَأ تُونَ الرِّجَالَ شَهوَ ةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ بَل أَنتُم قَومٌ مُّسرِفُونَ ﴾ [ الأعراف /80-81] . كما جعل سبحانه عملهم من الخبائث بقوله :﴿ وَلُوطاً آ تَينَاهُ حُكماً وَعِلماً وَنَجَّينَاهُ مِنَ الـقَريَةِ الَّـتِي كَانَت تَّعمَلُ الخَبَائِثَ إِ نَّهُم كَانُواْ قَومَ سَؤ ٍ فَاسِقِينَ ﴾ [ الأنبياء /74] . وبيّن ايضا أنّ ما يعملونه عمل منكر ، ووصفهم بالإفساد والفساد ، قال تعالى: ﴿أَئِنَّكُم لـَتَأتُونَ الرِّجَالَ وَتَقطَعُونَ السَّبِيلَ وَ تَأتُونَ فِي نَادِيكُمُ المُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَومِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ ائتِنَا بِعَذابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ رَبِّ انصُرنِي عَلَى الـقَومِ المُفسِدِينَ ﴾ [ العنكبوت / 29-30] . ووصفهم الله تعالى بالظلم بقوله :﴿ وَلَمَّا جَاءَت رُسُلُنَا إِبرَاهِيمَ بِالبُشرَى قَالُواْ إِنَّا مُهلِكُواْ أَهلِ هَذِهِ الـقَريَةِ إِنَّ أَهلَهَا كَانُواْ ظَالِمِينَ ﴾ [ العنكبوت /31] .
إضافة إلى ذلك بيّن الله سبحانه وتعالى أن أول عقاب وقع على قوم لوط هو طمس العيون، يقول تعالى: ﴿ وَلَقَد رَاوَدُوهُ عَن ضَيفِهِ فَطَمَسنَا أَعيُنَهُم فَذُو قُواْ عَذَابِي وَ نُذُرِ ﴾ [ القمر / 37] . والعقاب الثاني هو الفيضانات فيقول تعالى:﴿وَأَمطَرنَا عَلَيهِم مَّطَراً فَانظُر كَيفَ كَانَ عَا قِبَةُ المُجرِمِين ﴾ [ الأعراف / 84] .
هذا في القرآن الكريم اما في السنة النبوية الشريفة، فإن الأحاديث التي وردت في اللواط عديدة، منها قوله :( ملعون من عمل عمل قوم لوط) رواه الترمذي. وقوله :( لعن الله من عمل عمل قوم لوط ، لعن الله من عمل عمل قوم لوط ، لعن الله من عمل عمل قوم لوط ) رواه احمد.
أما أصحاب رسول الله فقد اتفقوا على أن من يعمل عمل قوم لوط فإن جزاؤه القتل ، وحجتهم في ذلك قول رسول الله : ( من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به ) رواه احمد.
وجاء الخلاف بين أصحاب رسول الله في كيفية قتله ، فقال " عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجماعة من الصحابة والتابعين : يرمى بالحجارة حتى يموت أحصن أو لم يحصن . وحرق اللوطيين بالنار أربعة من الخلفاء : أبو بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب ، وعبد الله بن الزبير وهشام بن عبد الملك " . وقال عبد الله بن عباس : " ينظر إلى أعلى ما في القرية فيرمي اللوطي منها منكساً ، ثم يتبع بالحجارة . وأخذ ابن عباس هذا الحد من عقوبة الله لقوم لوط " [19].
2- موقف الشريعة الإسلامية من السحاق
لم يذكر السحاق وحكمه بشكل صريح في القرآن الكريم ، اما في السنة النبوية الشريفة فهناك احاديث كثيرة تنهي وتحذر من عواقبه ، فقال :( السحاق بين النساء زنا بينهن). رواه الطبراني في الأوسط. وقال رابطا هذا الفعل وبين اقتراب الساعة: ( إذا استحلت أمتي ستاً فعليهم الدمار: إذا ظهر فيهم التلاعن، وشربوا الخمور، ولبسوا الحرير، واتخذوا القيان، واكتفى النساء بالنساء والرجال بالرجال) رواه الطبراني في الأوسط .
هذا وقد استند فقهاء الإسلام على هذا الأحاديث من اجل تحريم السحاق واعتباره من الكبائر، واوجبوا عليه التعزير، واعتباره معصية لا حد فيها ولا كفارة .
ثانيا : واقع الشذوذ الجنسي في العالم العربي
لم يعد الشذوذ الجنسي أمراً مخفيا في كثير من المجتمعات والطبقات، بل ان هذا الفعل اصبح أمراً مجاهراً به، حتى أن أي مراقب يستطيع أن يكتشف الشاب المثلي من غيره بمجرد مراقبة تصرفاته ولباسه، يقول احدهم : "إن المثليين يفصحون اليوم عن جنسانيتهم من خلال اسلوب ثيابهم. ان ارتديت تي شيرت ضيقة أو صارخة اللون، فسيظن الرجال الأسوياء انني احاول التباهي وحسب. يقول وهو يبتسم : لكن الرجال المثليين الآخرين سيدركون الحقيقة" [20].
إن هذا الخروج للعلن الذي يتَّبعه مثليو العالم العربي اليوم، يعود إلى سعيهم الدؤوب على الصعيد الفردي والجماعي من اجل دفع الناس إلى تقبّلهم، مستفيدين بذلك من الدعم الذي تقدمه لهم المؤسسات الدولية، وجمعيات الدفاع عن حقوق الشاذين في العالم. وقد تجلى هذا الدعم في مواقف عدة ، من بينها ذلك الموقف الذي حدث في العام 2008م. عندما قامت 117 منطمة تعمل في مجال الصحة وحقوق الانسان بالاعتراض على حكم محكمة جنح قصر النيل التي قضت بالحكم 5 سنوات على خمسة مصريين، بتهمة الشذوذ [21] .
ومنها ايضا اعتراض منظمة " هيومان ووتش" على قيام السلطات السعودية في 6 حزيران 2009م باعتقال 67 رجلا في العاصمة الرياض بسبب ارتدائهم ملابس نسائية في إحدى الحفلات[22] .
إن هذا الدعم الكبير الذي يناله هؤلاء الشاذون ساهم في تزايد عدد المثليين في العالم العربي . ففيما قدر الكاتب نبيل فياض[23] - احد المدافعين عن حقوق الأقليات- بأن عدد المثليين والسحاقيات في بلد مثل سوريا يفوق كل التوقعات حيث بلغت نسبتهم العشرين بالمئة[24]، نجد ان بيروت تحتل الصدارة في هذا المجال[25]، حيث اصبح لهؤلاء ظهورهم العلني ، ولهم جمعياتهم الخاصة التي تدافع عنهم .
العوامل المساهمة في انتشار الشذوذ الجنسي
أ- موقف اليهودية
اعتبر العهد القديم اللواط " شناعة" يجب ان يعاقب عليها بالموت . فقد ورد في التوراة : "لا تضاجع ذكرا مضاجعة امرأة، إنه رجس" ( اللاويين 18: 22) وكذلك ورد ايضا في السفر نفسه: "إذا اضطجع رجل مع ذكر اضطجاع امرأة فقد فعل كلاهما رجساً. انهما يُقتَلان. دمهما عليهما" ( اللاويين 13:20).
هذا في التوراة، اما بالنسبة لليهود المعاصرين، فتنقسم آراؤهم حيال المثلية الجنسية إلى موقفين: موقف اليهود المتشددين الذين لا يظهِرون تسامحاً أبداً تجاه الجنسيين المثليين، ويمنعون عليهم ممارسة المهن القيادية ويصرون على معاملتهم على أساس أنهم مرضى [14] .
ويقابل هذا موقف متساهل لليهود الربانييين والحركات المحافظة، الذين يدعمون مسألة المساواة المدنية للمماثلين للجنس، ويستنكرون العنف الموجه ضدهم. ويرفضون الرأي الديني المعارض لهم، ويطلبون من رجال الدين مباركة زواج الجنسيين المثليين [15] .
ب- موقف النصرانية
تدين النصرانية الشذوذ الجنسي، وتحذر من مغبة القيام بهذا الفعل. جاء في الانجيل : "لا تضلوا، لا زناة، ولا عبدة أوثان، ولا فاسقون، ولا مأبونون، ولا مضاجعو ذكور.... يرثون ملكوت الله" ( كورنثوس الأولى 10، 6:9) .
والجدير بالذكر ان الكنيسة المسيحية تتعرض لضغوطات من قبل الشاذين جنسيا من اجل تغيير مواقفها من الشواذ ، ومن هذه الضغوطات ما تعرضت له الكنيسة الكاثوليكية من اجل مباركة زواج اللواطيين والسماح بتغيير الجنس وغيره. ولكن الكنيسة لم تغير موقفها، واصدر الفاتيكان وثيقة تمنع الشاذين جنسياً من كل السيامات وحتى من الزواج[16]. إلا ان هذا الرفض لم يمنع الكنيسة من ابداء بعض اللين، ففرقت بين من له مجرد ميل تجاه الجنسية المثلية دون ممارستها، وبين من يمارس الجنسية المثلية فعلياً، فحرمت هذا الفعل على الأخير، وأظهرت التسامح على الأول .
والجدير بالذكر أن مما ساهم في تغيير الكنيسة لمواقفها ظهور آثار الشذوذ عند بعض الكهنة الذين اخذوا يبررون ميلهم الجنسي بقولهم: " إن البتولية موجهة بالذات إلى الكهنة المغايرين للجنس، وهي مطلوبة منهم فقط، وعليهم الحفاظ عليها حسب ما تسمح لهم قدرتهم على تحملها. أما الكهنة المماثلين للجنس فهم يفتخرون بهذا التوجه الجنسي [17] " .
اما الكنيسة الأرثوذكسية فقد حافظت على موقفها المدين لممارسة الشذوذ واعتبرته خطيئة وفعلا لا أخلاقيا، وهي تعتقد بأن واجب الكنيسة هو السعي إلى إصلاح الشاذ عن طريق شفائه روحياً وجسدياً وليس مباركة ممارساته أو وإيجاد القوانين لتشريعها[18] .
ج- موقف الشريعة الإسلامية من الشذوذ الجنسي
1- موقف الشريعة الإسلامية من اللواط
لم ترد لفظة لواط في القرآن الكريم بشكل مباشر ، إنما ورد ذكر حكم قوم لوط عليه السلام الذين اجتمعوا على ارتكاب هذه الفاحشة . وقد ورد أيضاً وصف لحالتهم وسؤ فعلتهم بقول الله عز وجل : ﴿ وَلُوطاً إِذ قَالَ لـِقَومِهِ أ تَأتُونَ الفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِن أَحَدٍ مِّنَ العَالَمِينَ * إِنَّكُم لِتَأ تُونَ الرِّجَالَ شَهوَ ةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ بَل أَنتُم قَومٌ مُّسرِفُونَ ﴾ [ الأعراف /80-81] . كما جعل سبحانه عملهم من الخبائث بقوله :﴿ وَلُوطاً آ تَينَاهُ حُكماً وَعِلماً وَنَجَّينَاهُ مِنَ الـقَريَةِ الَّـتِي كَانَت تَّعمَلُ الخَبَائِثَ إِ نَّهُم كَانُواْ قَومَ سَؤ ٍ فَاسِقِينَ ﴾ [ الأنبياء /74] . وبيّن ايضا أنّ ما يعملونه عمل منكر ، ووصفهم بالإفساد والفساد ، قال تعالى: ﴿أَئِنَّكُم لـَتَأتُونَ الرِّجَالَ وَتَقطَعُونَ السَّبِيلَ وَ تَأتُونَ فِي نَادِيكُمُ المُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَومِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ ائتِنَا بِعَذابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ رَبِّ انصُرنِي عَلَى الـقَومِ المُفسِدِينَ ﴾ [ العنكبوت / 29-30] . ووصفهم الله تعالى بالظلم بقوله :﴿ وَلَمَّا جَاءَت رُسُلُنَا إِبرَاهِيمَ بِالبُشرَى قَالُواْ إِنَّا مُهلِكُواْ أَهلِ هَذِهِ الـقَريَةِ إِنَّ أَهلَهَا كَانُواْ ظَالِمِينَ ﴾ [ العنكبوت /31] .
إضافة إلى ذلك بيّن الله سبحانه وتعالى أن أول عقاب وقع على قوم لوط هو طمس العيون، يقول تعالى: ﴿ وَلَقَد رَاوَدُوهُ عَن ضَيفِهِ فَطَمَسنَا أَعيُنَهُم فَذُو قُواْ عَذَابِي وَ نُذُرِ ﴾ [ القمر / 37] . والعقاب الثاني هو الفيضانات فيقول تعالى:﴿وَأَمطَرنَا عَلَيهِم مَّطَراً فَانظُر كَيفَ كَانَ عَا قِبَةُ المُجرِمِين ﴾ [ الأعراف / 84] .
هذا في القرآن الكريم اما في السنة النبوية الشريفة، فإن الأحاديث التي وردت في اللواط عديدة، منها قوله :( ملعون من عمل عمل قوم لوط) رواه الترمذي. وقوله :( لعن الله من عمل عمل قوم لوط ، لعن الله من عمل عمل قوم لوط ، لعن الله من عمل عمل قوم لوط ) رواه احمد.
أما أصحاب رسول الله فقد اتفقوا على أن من يعمل عمل قوم لوط فإن جزاؤه القتل ، وحجتهم في ذلك قول رسول الله : ( من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به ) رواه احمد.
وجاء الخلاف بين أصحاب رسول الله في كيفية قتله ، فقال " عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجماعة من الصحابة والتابعين : يرمى بالحجارة حتى يموت أحصن أو لم يحصن . وحرق اللوطيين بالنار أربعة من الخلفاء : أبو بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب ، وعبد الله بن الزبير وهشام بن عبد الملك " . وقال عبد الله بن عباس : " ينظر إلى أعلى ما في القرية فيرمي اللوطي منها منكساً ، ثم يتبع بالحجارة . وأخذ ابن عباس هذا الحد من عقوبة الله لقوم لوط " [19].
2- موقف الشريعة الإسلامية من السحاق
لم يذكر السحاق وحكمه بشكل صريح في القرآن الكريم ، اما في السنة النبوية الشريفة فهناك احاديث كثيرة تنهي وتحذر من عواقبه ، فقال :( السحاق بين النساء زنا بينهن). رواه الطبراني في الأوسط. وقال رابطا هذا الفعل وبين اقتراب الساعة: ( إذا استحلت أمتي ستاً فعليهم الدمار: إذا ظهر فيهم التلاعن، وشربوا الخمور، ولبسوا الحرير، واتخذوا القيان، واكتفى النساء بالنساء والرجال بالرجال) رواه الطبراني في الأوسط .
هذا وقد استند فقهاء الإسلام على هذا الأحاديث من اجل تحريم السحاق واعتباره من الكبائر، واوجبوا عليه التعزير، واعتباره معصية لا حد فيها ولا كفارة .
ثانيا : واقع الشذوذ الجنسي في العالم العربي
لم يعد الشذوذ الجنسي أمراً مخفيا في كثير من المجتمعات والطبقات، بل ان هذا الفعل اصبح أمراً مجاهراً به، حتى أن أي مراقب يستطيع أن يكتشف الشاب المثلي من غيره بمجرد مراقبة تصرفاته ولباسه، يقول احدهم : "إن المثليين يفصحون اليوم عن جنسانيتهم من خلال اسلوب ثيابهم. ان ارتديت تي شيرت ضيقة أو صارخة اللون، فسيظن الرجال الأسوياء انني احاول التباهي وحسب. يقول وهو يبتسم : لكن الرجال المثليين الآخرين سيدركون الحقيقة" [20].
إن هذا الخروج للعلن الذي يتَّبعه مثليو العالم العربي اليوم، يعود إلى سعيهم الدؤوب على الصعيد الفردي والجماعي من اجل دفع الناس إلى تقبّلهم، مستفيدين بذلك من الدعم الذي تقدمه لهم المؤسسات الدولية، وجمعيات الدفاع عن حقوق الشاذين في العالم. وقد تجلى هذا الدعم في مواقف عدة ، من بينها ذلك الموقف الذي حدث في العام 2008م. عندما قامت 117 منطمة تعمل في مجال الصحة وحقوق الانسان بالاعتراض على حكم محكمة جنح قصر النيل التي قضت بالحكم 5 سنوات على خمسة مصريين، بتهمة الشذوذ [21] .
ومنها ايضا اعتراض منظمة " هيومان ووتش" على قيام السلطات السعودية في 6 حزيران 2009م باعتقال 67 رجلا في العاصمة الرياض بسبب ارتدائهم ملابس نسائية في إحدى الحفلات[22] .
إن هذا الدعم الكبير الذي يناله هؤلاء الشاذون ساهم في تزايد عدد المثليين في العالم العربي . ففيما قدر الكاتب نبيل فياض[23] - احد المدافعين عن حقوق الأقليات- بأن عدد المثليين والسحاقيات في بلد مثل سوريا يفوق كل التوقعات حيث بلغت نسبتهم العشرين بالمئة[24]، نجد ان بيروت تحتل الصدارة في هذا المجال[25]، حيث اصبح لهؤلاء ظهورهم العلني ، ولهم جمعياتهم الخاصة التي تدافع عنهم .
يتبع .... في الجزاء القادم سنرى
صور التعبير عن الشذوذ في العالم العربيالعوامل المساهمة في انتشار الشذوذ الجنسي